السيدات والسادة الأعزاء،
تتشرف منظمة محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان LDHR بأن تشارك معكم تقريرها الأول عن حقوق الإنسان بعنوان) (أصوات من الظلام: التعذيب والعنف الجنسي ضد النساء في مراكز الاعتقال التابعة للحكومة السورية)) يأتي هذا التقرير بعد خمس سنوات من الجهد المكرس للتوثيق الاحترافي الطبي القانوني للتعذيب والعنف الجنسي في سوريا.
لقراءة التقرير تفضلوا بزيارة الرابط. هنا
يمكنكم تكرماً الحصول على التقرير بالنسخة العربية عبر تحميلها من الرابط هنا
يذكرنا هذا اليوم، الموافق ليوم العدالة العالمي 17/تموز، كم هو مهم أن نستمع لهذه الأصوات القادمة من الظلام. تحمل هذه الأصوات شهادات عن أكثر من ست سنوات من الوحشية الممنهجة والإرهاب المؤسسي في مراكز الاعتقال الحكومية. وعند الإصغاء لهم، نرى كمية التدمير طويل الأثر الذي يحدثه الضرر الناجم عن التعذيب والعنف الجنسي. وترينا تلك الأصوات بمنتهى الوضوح مقدار القوة والسلطة الكامنة خلف الأبواب المغلقة وفي الخفاء بسبب الحصانة وغياب المحاسبة.
يحكي التقرير قصص ثماني نساء سوريات كنّ قد نجون من سجون الحكومة السورية في الفترة الممتدة بين عامي 2011 و 2016. تلك النسوة لا زلن يعانين من أثر تلك التجربة عليهم؛ ففي حين تختلف وسائل الاستغلال والإرهاب الممارسة ضدهم، لكننا نسمع صدى الآثار النفسية طويلة الأمد التي ظهرت لديهن تقرع آذاننا. كل تلك النساء الشجاعات بلا استثناء لا زلن حبيسات الخوف من الاعتقال مجدداً، وأصبحن شديدات القلق والخوف. لقد تأثرت علاقتهن بعوائلهن وأولادهن، خاصةً في ظل وصمة العار التي يواجهنها من مجتمعاتهن التي انسحبن منها.
لا بد من سماع قصص هؤلاء الناجين. العشرات من الآلاف من السوريين قد تم اعتقالهم وتدمير إنسانيتهم في مراكز الاعتقال تلك. الآلاف من النساء لا زلن ضمن المعتقلات، بالإضافة للكثير من الأطفال الذين يتم احتجازهم وتعريضهم لنفس الفظاعات والجرائم.
نطلب من العالم بأسره أن يستخدم صوته لإيقاف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها أمام العدالة. لا بد أن يتوقف حالاً الاعتقال العشوائي من قبل الحكومة لمعارضيها، وكذلك الانتشار الواسع للتعذيب والعنف الجنسي والمعاملة اللامتناهية في الوحشية وانعدام الإنسانية تجاه المعتقلين. يجب أن يكون هناك وبشكل فوري مراقبة مستقلة وحرية الوصول للعلاجات الطبية لكل مركز اعتقال في سوريا، وينبغي أن يكون تحرير المعتقلين والعناية بهم هي الأولوية العظمى لدى الجميع. يتحتم علينا علاج الأثر العميق وطويل المدى المتروك لدى أولئك الذين حالفهم الحظ بالنجاة من المعتقلات، وإيجاد الآخرين الذين ما زالوا رهن الاحتجاز ومعرفة مصيريهم وإعادتهم إلى أحبابهم. إن هذه المتطلبات العاجلة والمصيرية يجب أن تكون على رأس قائمة كل أجندة، وإلا سنخسر المزيد من الأرواح وسيتعرض الكثير من الناس للأذى.
نشكركم على وقتكم الذي خصصتموه لقراءة التقرير والإصغاء لأصوات تلك النساء الشجاعات الثمانية الخارجة من بين ثنايا صفحاته، ونطلب مساعدتكم في جعل تلك الأصوات مسموعة على أوسع نطاق ممكن، أملاً في الوصول إلى العدالة وإنقاذ الآخرين الذين لا يزالون قابعين في الظلام.
2 comments. Leave new
Very deep article, i was really impressed by the courage the women have shown despite what they been through. And best of lucks to LDHR to keep such professionalism
Thank you for your kind comment