

بروتوكول إسطنبول: المرجع الدولي لمناهضة التعذيب وتوثيق الانتهاكات
يُعد “بروتوكول إسطنبول” أحد أهم الأدلة الدولية التي تم إعدادها لمساعدة المتخصصين في توثيق حالات التعذيب وسوء المعاملة بطريقة مهنية وإنسانية. أُعدّ هذا البروتوكول تحت إشراف الأمم المتحدة، واعتمدته رسمياً كمبادئ توجيهية منذ عام 1999، ليصبح معياراً دولياً معترفاً به في التقصي والتوثيق الفعّالين لحالات التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
ما هو بروتوكول إسطنبول؟
بروتوكول إسطنبول هو دليل عملي يتضمن مجموعة من الإجراءات والمبادئ التي توجّه الأطباء، المحامين، المدافعين عن حقوق الإنسان، والقضاة في كيفية جمع وتوثيق الأدلة المتعلقة بالتعذيب. وهو يهدف إلى ضمان إعداد تقارير طبية وقانونية موثوقة يمكن استخدامها في المحاكم الوطنية والدولية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
محتوى البروتوكول
يتضمن بروتوكول إسطنبول خمسة أقسام رئيسية:
- الإطار القانوني الدولي: يشرح الاتفاقيات والمعايير الدولية المناهضة للتعذيب.
- العوامل النفسية والطبية للتعذيب: يشرح تأثيرات التعذيب على الضحايا من منظور جسدي ونفسي.
- الإجراءات السليمة لتقييم الضحايا: يتضمن أدوات لتقييم الحالة الجسدية والنفسية وفقاً لمعايير علمية.
- منهجية المقابلة: يوجه الخبراء إلى إجراء مقابلات بطريقة تراعي الصدمة وتحفظ كرامة الضحية.
- إعداد التقارير: يقدم نماذج لإعداد تقارير دقيقة وموثوقة يمكن استخدامها في المساءلة القانونية.
أهمية بروتوكول إسطنبول
- مكافحة الإفلات من العقاب: من خلال التوثيق الدقيق يمكن محاسبة الجناة.
- دعم الضحايا: يوفر إطاراً طبياً ونفسياً للتعامل مع الناجين.
- رفع جودة الأدلة: يعزز مصداقية الأدلة المستخدمة أمام المحاكم.
- إرساء المعايير الأخلاقية: يضمن احترام خصوصية الضحية وسلامتها.
من يستخدم بروتوكول إسطنبول؟
- الأطباء الشرعيون والممارسون النفسيون
- المحامون والقضاة
- منظمات حقوق الإنسان
- لجان تقصي الحقائق
- الآليات الأممية المختصة بالعدالة والمساءلة
استخدام البروتوكول في سوريا وسياقات النزاع
لعب بروتوكول إسطنبول دوراً مركزياً في توثيق الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض لها السوريون، وخاصة حالات الاعتقال التعسفي، الاختفاء القسري، والتعذيب داخل السجون. واعتمدت العديد من المنظمات السورية والدولية العاملة في مجال التوثيق والعدالة الانتقالية على هذا الدليل لتقديم تقارير قوية تستخدم أمام الآليات الدولية مثل “الآلية الدولية المحايدة والمستقلة” (IIIM) و”لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا”.
تحديث البروتوكول
في عام 2022، تم إطلاق النسخة المحدّثة من بروتوكول إسطنبول لتتلاءم مع المستجدات التقنية والمعرفية، ولتعزيز مبادئ العدالة النفسية واستخدام الأدلة الرقمية ومراعاة النوع الاجتماعي في التوثيق.
النسخة من البرتوكول باللغة العربية متاحة في الرابط للاطلاع عليها: