اليوم هو اليوم العالمي لحقوق الانسان. تستجيب LDHR لهذا اليوم من خلال تسليط الضوء على المحن والظروف المهددة للحياة التي يوجهها المعتقلون في مراكز الاعتقال السورية من خلال نشر تقريرها الأخير
“أضحى الموت أمراً يومياً”
الفشل المتعمد والمنهجي في توفير الرعاية الصحية والطبية في مراكز الاعتقال السورية “.
تم اعتقال أكثر من مائة ألف سوري منذ عام 2011. ويقدّر البعض أنّ الرقم أعلى بكثير. وقد تُرك مصير هؤلاء المحتجزين في أيدي سلطات الاحتجاز، دون أي رقابة، ودون أي حماية. وتتعرض صحة هؤلاء المحتجزين ورفاههم للخطر المباشر. حيث تم بالفعل توثيق حالات التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة والعنف الجنسي كما تم الإبلاغ عن العديد من الحالات الاخرى. وبلغت التقديرات المتحفظة للوفيات في مرافق الاحتجاز الحكومية بين عامي 2011 و2015، 17,723 حالة. ولكن، على الرغم من ذلك، وبالرغم من الرغبة الملحة لأسر المحتجزين والمجتمع المدني، فإنّ مسألة الاعتقالات في سوريا لم تُعالج على المستوى الدولي. ولم يُحرز أيّ تقدمٍ في السعي إلى الإفراج عن السجناء السياسيين أو حمايتهم.
ويظهر استعراض تقارير الخبراء الطبيين الصادرة عن منظمة LDHR نظام احتجازٍ يقوم بانتهاك صارخٍ للمعايير الدنيا للصحة الأساسية والتعقيم والنظافة.
يموت الناس المحتجزون في هذه المرافق كلّ يوم، إن لم يكن كلّ ساعة من التعذيب، وأيضاً من سوء التغذية والمرض والبؤس والظروف المهددة للحياة، دون أيّ تدخلٍ طبي. أما العاملون الطبيون في مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة السورية فكانوا إما مشاركين في إساءة معاملة المحتجزين وإهانتهم أو فشلوا في تقديم أي استجابةٍ طبية وقائية من شأنها إنقاذ الأرواح. إنّ الطبيعة اللاإنسانية ومستوى واتساع نطاق العنف والظروف غير الإنسانية التي تنتهك الشروط الأساسية للصحة (مثل الغذاء والماء والضوء والهواء) والافتقار شبه التام للرعاية الطبية في مراكز الاحتجاز تؤكد كذلك وجود سياسة حكومية تهدف إلى ترهيب المعارضين السياسيين والقضاء عليهم.
LDHR تحث جميع الأطراف ، والنظام السوري على وجه الخصوص:
- الامتثال الفوري وغير المشروط لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2139 و2165 و2191 و2258 و2332 من خلال “الإفراج الفوري عن جميع الأشخاص المحتجزين تعسفياً بدءاً من النساء والأطفال، فضلاً عن المرضى والجرحى والمسنين، وموظفي المساعدة الإنسانية والصحفيين”. مع التسليم بأنّ كلّ يومٍ إضافي في الاحتجاز يعني وقوع المزيد من التعذيب والعنف الجنسي والظروف اللاإنسانية ويشكلّ تهديداً وشيكاً للحياة. ينبغي إعطاء الأولوية لإطلاق سراح النساء والأطفال.
- الإتاحة الفورية لإمكانية وصول مراقبين وأطباء مستقلين دون قيود إلى أيّ مكانٍ يتم فيه حرمان أي شخص من حريته، ولمنع وقوع المزيد من الوفيات والإيذاء، وتوفير الرعاية الطبية المنقذة لحياة المحتجزين.
- أن تتخذ خطوات فورية للسماح بالحصول على رعاية طبية مستقلة لجميع المحتجزين الذين يعانون من أي احتياجات صحية بدنية أو نفسية.
- ضمان النقل الآمن والفوري للأخصائيين الطبيين الدوليين ومقدمي الخدمات الإنسانية إلى أيٍ من المحتجزين الذين يعانون من ظروف صحية حرجةٍ (جسديا أو نفسيا).
- واتخاذ الخطوات الفورية للامتثال لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، وكفالة توفير المحددات الحيوية للصحة والرعاية الطبية المناسبة فوراً لجميع المحتجزين في جميع أماكن الاحتجاز.
- ووقف جميع أشكال التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، والعنف الجنسي والمضايقات ضد المحتجزين، والتحقيق مع جميع المسؤولين عن ارتكابها ومعاقبتهم، بمن فيهم المسؤولون عن قيادة الأفراد في مراكز الاحتجاز.
تحث LDHR جميع الدول والمجتمع الدولي للوفاء بالتزاماتهم وواجباتهم الأخلاقية:
- تدعو جميع الدول استخدام نفوذها […] للدفع […] من أجل الإفراج المبكر عن أيّ من الأشخاص المحتجزين تعسفياً، بما في ذلك النساء والأطفال.
- اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لإبقاء هذه القضية على رأس جدول الأعمال إلى أن يتم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بأمان أو استعادة رفاتهم وتحديد هوياتهم.
- الإصرار على الوصول الآمن والفوري وإلى جميع أماكن الاحتجاز لفريق الرصد والاستجابة المتعدد التخصصات الذي يشمل الأطباء والأطباء النفسيين والعاملين الصحيين بهدف التدخل الفوري لتوفير المقومات الأساسية للصحة وترتيب الأولويات للتدخلات الطبية والنفسية الفورية عند الحاجة.
- أن يستجيب لمسؤوليته الأخلاقية والإنسانية في العمل على وقف ومنع المزيد من الجرائم الدولية في سوريا من خلال اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لوضع حد للإفلات من العقاب وتوفير آلية قضائية شاملة للقضاء على هذه الجرائم وإرسال رسالة واضحةٍ بأنّ هناك مساءلة عن مثل هذه الجرائم.
تود LDHR أن تتقدم بالشكر إلى مارك نلسون، الفنان والناشط الذي يبذل جهودًا كبيرة ليكشف للعالم الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري.
كما سمح مارك ل LDHR باستخدام رسوماته لتوضيح هذا التقرير.
يمكنكم الوصول الى التقرير من هنا